المدخل : الاقتداء،

الموضوع : محمد صلى الله عليه وسلم، الرسول القائد

مفهوم القيادة :

هي عملية توجيه مستمر لجماعة من الناس في مهمة تتطلب اشتراكا جماعيا فيها، وتحتاج لنجاحها إلى قرارات أثناء مزاولتها.

أهمية القيادة في الإسلام :

القيادة ضرورة الاجتماع البشري، حتى إنه إذا انفرد طائفة منهم ولو صغيرة، في ظروف استثنائية كالسفر، احتاجوا مباشرة لاتخاذ رئيس لهم. مصداقه ما رواه أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : «إذا كانَ ثلاثةٌ في سفَرٍ فلْيُؤَمِّرُوا أحدَهُم» (أخرجه الإمام أبو داوود).

الشخصية القيادية لرسول الله صلى الله عليه وسلم:

هي مجموع الصفات النبوية المتعلقة بالقيادة خاصة.

سيرته صلى الله عليه وسلم في القيادة:

  • الإِسوة الحسنة: وتتجلى دلالتها القيادية في أنه صلى الله عليه وسلم يكون أول المبادرين بتطبيق ما يأمر به، فيكون آمر ومثالا حيا.

    مصداقه قول الله تعالى : ﴿لقد كان لكم في رسول الله إِسوة حسنةٌ لمن كان يرجو الله واليوم الآخر﴾ (سورة الأحزاب - 21).

  • الحرص الصادق على المصلحة العامة: ﴿لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عَـنِـتُّـمْ، حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم﴾ (التوبة - 129).

  • الاستشارة الفعالة : والعمل برأي الأغلبية كما وقع في غزوة أحد.

    مصداقا لقوله تعالى : ﴿فاعفُ عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر﴾ (آل عمران – 159).

  • الحسم والحزم : وهو المضي في التنفيذ بعد استيفاء أسباب اتخاذ القرار من مشورة وترجيح، كما وقع في غزوة أُحُدٍ إذ تراجع كثيرون عن رأي الخروج بعد أن كانت الأغلبية مع هذا الرأي فقال صلى الله عليه وسلم:

    «ما ينبغي لنبيٍ أن يضع أداتَه بعد أن لَبِسها حتى يحكمَ الله بينه وبين عدوِّه!» (أخرجه الحاكم في "الـمُـسْتَـدْرَك").

  • الشجاعة والتضحية : فعن علي بن أبي طالب: «كنا إذا حَـمِـيَ الوطيسُ واحمرت الحُدُقُ اتَّــقَـيْـنا برسول الله صلى الله عليه وسلم فما يكون أحدٌ أقرب إلى العدو منه...». (أخرجه الإمام البخاري).

  • الرِفق والرحمة :

        أ- مصداقا لقوله تعالى :﴿فبِما رحمةٍ من الله لِنْتَ لهم، ولو كنتَ فظًا غليظ القلب لَانْفضُّوا من حولك﴾! (آل عمران – 159).

       ب- وفي الحديث النبوي: «اللهم من وَلِيَ من أمرِ أمتي شيئًا فشَقَّ عليهم فاشقُقْ عليه، ومن وَلِيَ من أمر أمتي شيئًا فرفَق بهم فارفُقْ به» (أخرجه الإمام مسلم).

  • العدل مع نفسه ومع جميع أصحابه:

    أ- أما مع نفسه فمصداقه قبوله القصاص من نفسه من سواد الذي تظاهر بطلبه في غزوة بدر رغم ظرف الحرب!

    ب- وأما مع أصحابه فمنه باب نادر هو العدل في بذل المحبة حتى كان كل صحابي يظن نفسه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مصداقه سؤال عمرو بن العاص له عن أحب الناس إليه ظانا أنه سيكون هو!

  • التواضع : حتى إن الغريب لا يعرفه من بين أصحابه من شدة تواضعه وبساطته في مجلسه وحاله معهم.