المدخل : الحكمة.
الموضوع : القناعة والرضى.
نصوص الانطلاق :
1- ((واصبر نفسَك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشيِّ يريدون وجهَهُ ولا تَعْدُ عيناك عنهم تريد زينةَ الحياة الدنيا))
(الكهف – 28 )
2- عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ❞ من أصبحَ معافًى في بدنِه آمنًا في سِربِه عندَه قوتُ يومِه فَكأنَّما حيزت لَهُ الدُّنيا بحذافيرِها ❝
(أخرجه ابن حبان).
3- عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ❞ لو كانتِ الدُّنيا تعدلُ عندَ اللهِ جناحَ بعوضةٍ ما سقى كافرًا منها شربةَ ماءٍ ❝
(أخرجه الإمام الترمذي)
المضامين:
<1- التعلق بالآخرة إنما يكون بملازمة العبادات ومصاحبة أهلها وهو سبيل تحصين النفس من الركون للدنيا وفتنتِها.
2- الصحة والكفاف في الرزق والأمان ثلاثة أركان من اكتفى بها وجد غاية سعادة الدنيا التي ليس بعدها في الدنيا سعادة زائدة عليها!
3- الدنيا بالنظر إلى الآخرة زهيدة حقيرة وإنما جُعلت زهرتها فتنة للابتلاء لا للتنعم الحقيقي! ذلك لأن الدنيا متاع مسافر لا دار مقيم!
المفاهيم:
الرضى:
الرضى عن القدر خيره وشره في البدن والمال والأمور كلها.
القناعة:
الرضى عن القدر خيرِه وشرِّه في المال وما يتعلق به خاصةً.
ملاحظة وتنبيه:
إذا كان الرضى يتعلق بنوعي القدرِ خيرِه وشرِّه، فإن القناعة تتعلق بالغني والفقير معا، وليست خاصة بالفقير وحده كما شائع في عرف استعمال الناس!
الربط المفاهيمي:
علاقة الرضى بالقناعة:
هي علاقة عموم بخصوص، والعموم هنا هو الرضى، والخصوص هو القناعة.
علاقة (الحمد) ب(بالرضى):
إذا كان الرضى رضى عن الله في قَـدَرَيْـهِ خيرِهما وشرِّهما فإن أصل هذا الرضى هو حسن الظن بالله.
وأصل حسن الظن بالله التعرف إليه الذي يحصِّله الحمد على النعم الأصلية.
فالحمد ينتج معرفة بالله تورث حسن الظن به،
وحسن الظن بالله يورث الرضى عن قدريه خيرهما وشرهما.
لهذا كان الاستنتاج هنا هو أن الحمد هو الأصل الأول للرضى، دل عليه أن أول كلمة خرجت من فم آدم بعد خلقه هي ((الحمد لله رب العالمين))!
نوع العلاقة : (علاقة أصل بفرع).
الحمد حسن الظن بالله الرضى
علاقة الرضى بالشكر :
والرضى أعم من الشكر لأنه يشمل التعامل مع القدر خيره وشره، والشكر معنى يتعامل مع القدر خيره خاصة. أي إن العلاقة هي (علاقة عموم بخصوص).