المدخل : التزكية
الموضوع : علم الله المطلق - 2
المفاهيم
علم الله المطلق:
علمُه تعالى بالغيوب التي لا يعلمها أحد سواه، وعلمه بتفاصيل الخلائق كلها مهما صغرت في آن واحد، مع العلم بالحِـكَـمِ الكامِنَة خلف وجودها وحركاتها في كل الأوقات وباستمرار.
خصائص علم الله تعالى:
يتميز علم الله بأنه مطلق لا استثناء في موضوعاته، وأصلي غير مكتسب فليس مسبوقا بجهل ارتفع بتعلم، ومستمر أبدا.
من مقتضيات علم الله المطلق:
-
علمُه بخلجات نفوس الخلائق، وبأخفى خَطَرَاتها مما خَطَرَ ومرَّ، أو خَطَرَ واستقرَّ!
مصداقا لقوله تعالى في سورة الملك: ﴿إنه عليم بذات الصدور﴾.
-
علمه بالشيء قبل وجوده، وبالحادثة قبل وقوعها.
الأدلة على علم الله :
-
هو تجلي صفته تعالى العليم، الدالة على كماله المطلق في صفة العلم بحيث يعلو علمه على علم أي شيءٍ آخر غيره.
-
علم الله تعالى لازم صفتيه: خالقًا ومُـدبِّـرا :
-
فهو الخالق للأشياء كلها، فلزم لذلك أن يكون تعالى هو الأخْبَـرُ بها،
-
وهو القيُّوم عليها المدبر لها، وإنما يكون التدبير للشيء عن علم به.
-
أثر الإيمان بعلم الله المطلق على التصور والسلوك:
أثره على التصور:
مفهوم علم الله ما في النفوس مرتبط أشد الارتباط بالتوحيد، لأن الذي يعلم ما في نفس المرء قادر عليه! قال تعالى على لسان عيسى في سورة مريم: ﴿تعلم ما في نفس ولا أعلم ما في نفسك﴾، قالها عيسى في معرض التأكيد على أنه عبد لله وعلى وحدانية الله تعالى، والإنسان يشعر بالضرورة بأن ثمة من يعلم بما يختلج في نفسه لحظة تفكيره! إنه الخالق تعالى وحده، لا يشركه في الاطلاع على خلجات النفوس أحد سواه ملكا كان، أو كائنا ما كان.
ولهذا السبب يحتال العراف على ضعاف النفوس والمرضى النفسانيـين بإيهامهم بأنه يعلم ما في نفوسهم للسيطرة عليهم.
أثره على السلوك:
-
المراقبة ثمرة الإيمان بعلم الله المطلق، وهي الشعور باطلاع الله على أعمال العبد ونواياه شعورا مصاحبا لتلك النوايا والأعمال بما يحصل التقوى فيها.
-
الإيمان بالقدر الذي ظاهره شر ثم الصبر عليه لأن العبد يعلم بأن الله مطلع على الحكمة الكامنة في الشرور الظاهرة التي تصيبه وتخفى عليه الحكمة منها.
-
التواضع لعلم الله :
-
وخلافه يكون في التصريح بادعاء المعرفة، أو بالشعور بقوتها عند من أوتي منها نصيبا!
وبيان ذلك في قصة موسى والخضر المحكية في سورة الكهف.
-
كما يكون التواضع في عدم الاغترار بالقوة، المفضي للشعور بالتحكم في المستقبل، لأن فيه تعارضا صريحا مع اختصاص الله بعلم الله بالمستقبل على وجه اليقين والقطع.
والعمل بمقتضى ذلك في لزوم العمل بالتعليق بالمشيئة الذي كان تعليمه سببا في تأجيل نزول سورة الكهف إلى أجل.
-