المدخل : القسط
الموضوع : حق البيئة؛ التوسط والاعتدال في استغلال البيئة

مفهوم البيئة :

هي المحيط المادي الذي يعيش فيه الإنسان، بأرضه ومائه وهوائه وأحيائه.

وينقسم إلى محيط قريب ومحيط أعم،

والمحيط البيئي القريب هو الذي يباشره الإنسان المعيَّن بالحلول فيه والاستعمال، مثل الحي والقرية والمدينة…

أما المحيط الأعم فهو كامل كوكب الأرض.

حفظ البيئة وتنميتها من مقتضيات الإيمان

وَرَدَ في الحديث النبوي: “الإيمان بضع وسبعون درجة، أعلاها شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق"،

فالحديث صريح في إدخال سلوك المحافظة على البيئة وتنميتها في مفهوم الإيمان ومقتضياته، لأن الذي لم يعمل بأدنى درجات الإيمان فهو أحرى أن لا يعمل بما فوقها من درجات الإيمان، وكأن الذي لم يراعِ البيئة فلا حظ له من الإيمان!

ضوابط استغلال البيئة في الإسلام

  1. عدم الاستغلال إلا عند الحاجة : فعن ابن عمر رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “لَعَنَ الله من يتخذ شيئا فيه الروحُ غَرَضًا".

  2. عدم الاستغلال عند الحاجة إلا بقدر الحاجة : (وهو المقصود من مفهوم التوسط والاعتدال في استغلال البيئة)، لما ثبت في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم مرَّ بسعدٍ وهو يتوضأ، فقال: “ما هذا السَرفُ يا سعد!” قال: أفي الوضوء سَرَفٌ!؟ قال "نعم، ولو كنتَ على نهرٍ جارٍ!”.

  3. الحفاظ على نظافتها لأنها بمثابة المسجد، وهي مصدر للتطهر الشرعي، لقوله صلى الله عليه وسلم: “جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا" وهذه خاصية لهذه الأمة، في أن خصها بأن جعل لها كامل كوكب الأرض بمثابة المسجد الكبير يمكن الصلاة في أية بقعة طاهرة منها، بل وجعل أرض هذا الكوكب مصدرا للطهارة الشرعية من خلال التيمم.