المدخل : التزكية
الموضوع : المقطع الثالث من سورة يوسف 

النص القرآني [من الآية 35 إلى الآية 53]

من: (ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآيات ليسجــنُــنُّــه حتى حين)

---------------------------

إلى: (إن النفسَ لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي، إن ربي غفور رحيم)

المعجم

تأويله : عاقبته ومآله الذي سيؤول إلى في الواقع.

عِــجاف : جمع (عجفاء) وهي الضعفية النحيلة من البهائم.

تَـعْـبُـرون : تجتازون من الإبهام إلى الإيضاح والبيان.

أضغاث : جمع (ضِغْث) وهو الشيء المختلط مع بعضه الذي لا قيمة له ولا فائدة.

ذروه في سنبله : خزونه من غير تذرية ولا تقشير حفاظا

عليه.

بعد أمة : بعد مدة من الزمن.

أستخلصه : أتخذه من خاصتي المقربين.

يَـتَـبَـوَّأُ : يتصرف فيها تصرف المالك ذي السلطان
 

المضامين

الآيات [35 – 41] :

عيش يوسف تجربة السجن حيث تنحصر معلومات السجين عن العالم الخارجي لينفتح فيها باب الرؤى وتفسيرها والتي من خلال تأويلها مارس يوسف الدعوة إلى التوحيد باعتباره تعلقا بالله في الموطن الذي تنتفي فيه الأسباب المادية أو تكاد.

وقد استغل يوسف توقعَه نجاةَ أحد صاحبيه ليطلب منه التوسط له لدى الملك الأمر؛ الذي حال دونه النسيان تسع سنين!

الآيات [42 – 50] :

وقوع رؤيا للملك كانت سببا لتذكر يوسف من طرف صاحبه القديم في السجن، والتي فسرها يوسف بطريقة فاجأت الملك وأدهشته إلى درجة طلب خروجه من السجن حالا للمثول عنده!

لكن يوسف رفض الخروج من السجن حتى يعاد النظر في قضيته التي دخل بسببها السجن!

الآيات [51 – 53] :

نظر الملك في قضية يوسف سرعان ما تبين به براءته وأنه إنما وقع ضحية مكيدة، لتعترف جماعة النسوة بعد ذلك ببراءته، وزوجة العزيز بأنها الـمُـتَـجَـنِّـية عليه بالاتهام الباطل.

الآيات [54 – 57] :

تَـبَـوُّأُ يوسف الوزارة بعد محاورة مع الملك، إنما هو مثل ضربه الله للمبتلين الذي قطعوا أشواطا في حياتهم بأن التوفيق خاتِـمَتَهم، وضَرب أيضا مثلا لحقيقة المؤمن في الدنيا في ابتلائه بها، وعاقبته في الآخرة عند جزائه فيها.

قِـيَـمٌ وعِـبَـرٌ وأحكام :

قيمة التوحيد :

قيمة تجمعُ وجهةَ الإنسان في الحياة وتنظم تفكيره وسيره معا خلالها، فردا وجماعة، وخلافها (الشرك) الذي هو مظنة شتات نفسي لدى الفرد والمجتمع. (أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار؟).

وهكذا حال التائهين في تعلقهم بغير الله يعيشون حالة نفسية لا قرار فيها ولا اطمئنان.

قيمة الصحبة :

الصحبة أساسها الصدق في النصيحة ولو كان صادما (مصارحة يوسف للذي توقعه له الإعدام) وأمانة الوفاء بالعهد ولو بعد فراق وطول زمان (تدخل صاحب يوسف في السجن في مجلس الملك مستغلا إلحاح الملك وعزوف الحاشية عن التفاعل مع طلب الملك التأويل لرؤياه!).

عبرة عاقبة الكيد :

قال تعالى (ولا يحيق المكر السَّيِّءُ إلا بأهله)، فالكائد مكيدته تعود عليه لتحاصره بعدما ظن كل الظن أنه نجح بالإيقاع بالمظلوم وأنه نجح في الإيقاع به، فما أن يمضي الزمان ويكاد ينسى الناس وييأس المظلوم حتى يجيء النصر من حيث لا يحتسب لا هو ولا الظالم الكائد له.

لأن الكائد بالشر إنما هو معاند لرب الأقدار بحيث يحاول التصرف فيها على إرادته، فيجعل اللهَ من حيث شعر أم لم يشعر خصما فمحال أن ينجح وهيهات!

حكم :

تحريم خلوة الرجل مع المرأة الأجنبية لأن الخلوة بذاتها معصية سواء أدت إلى الحرام الصريح أم لا يكن!