المدخل : الحكمة
الموضوع : الكفاءة والاستحقاق أساس التكليف - 1

نصوص الانطلاق

1. ﴿وقال لهم نبيـئهم إن الله قد بعث لكم طالوت ملكا، قالوا أنّى يكون له الملكُ علينا، ونحن أحق بالملك منه، ولم يُوتَ سعةً من المال!؟ قال إن الله اصطفاه عليكم، وزاده بسطة في العلم والجسم، والله يوتي ملكه من يشاء، والله واسع عليم﴾

(سورة البقرة - 245)

2. عن أبي موسى الأشعري، قال رسول الله صلى الله عليم وسلم : «إنَّا والله لا نولِّي هذا العملَ أحدًا سأله، أو أحدًا حرَص عليه».

(أخرجه الشيخان)

3. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ولَِــيَ من أمر المسلمين شيئًا فولى رجلاً وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه، فقد خان الله ورسوله».

(أخرجه البيهقي)

المضامين :

1. المعايير الشرعية في الاستحقاق للمسؤولية مختلفة عن كثير من المعايير العرفية في الاستحقاق لها.

2. طلب تحمل المسؤولية على وجه الحرص والتنافس علامة عدم الاستحقاق لها!

3. التكليف بالمسؤولية يوجب تعيين الأحق والأكثر كفاءة ولو كان غيرُه كفؤا أيضا.

مفهوم التكليف وتحميل المسؤولية من المنظور الشرعي

المفاهيم:

التكليف:

أصله اللغوي: من الكلفة، وهي المشقة.

وأصله الاصطلاحي الشرعي: إلزامُ المكلَّـفِ بالخطاب الشرعي من وجوب ونهي.

والمقصود في الدرس: هو قرار اختيار فردٍ من الأمة لتولي مهمة متعلقة بالمصلحة العامة.

المنظور الشرعي للتكليف:

  • قرار ناتج عن اجتهاد مبني على الخبرة بحاجيات المهمة المكلف بها، وعلى المعرفة بالشخص المكلف بها.

  • والاجتهاد يدل على بذل الجهد في الاختيار، ولا يتم ذلك إلا بأمانة في بذل ذلك الجهد.

  • ومعيار هذا القرار أن يراعي المصلحة العامة، وليس الذوقَ الشخصي، أو العصبيةَ من أي نوع كانت.

  • ومما يصعب الاجتهاد في هذا القرار اقترانه الغالب بالمقارنة بين مجموعة من المؤهلين للمهمة، فيكون المطلوب بالتكليف هو الأكثر استحقاقا منهم لها.

تحمل المسؤولية:

هو الانخراط الجاد في العمل بمهمة إثر التكليف بها انطلاقا من الواجب الشرعي.

المنظور الشرعي لتحمل المسؤولية :

تحمل المسؤولية يقتضي من المكلف بها أن يتصور نفسه في الموقف الصحيح الذي وُضع فيه:

ألا وهو موقف التكليف لا موقف التشريف، وموقف الابتلاء لا موقف الفرصة والاغتنام!

وهذا يجعله ينطلق في مهمته انطلاقة جد واجتهاد، فإن وُفق علم أن ذلك بفضل من الله، فلا يمنن بتوفيق الله له على الأمة؛ ولو كان فعلا صاحب فضل عليها!